د. ماهر عبد المحسن
بالرغم من أن علاقة القضاء بالفن بعيدة وغير مباشرة، إلا أن القضاء كان موضوعا للعديد من الأعمال الفنية خاصة الغنائية منها والسينمائية. ومن الملاحظ أن القضاء يأتى بالمعنى المجازى فى الغالب ليتناول الشكاوى والخصومات التى تثار بين العشاق والمحبين فى الأغانى، بينما يأتى بمعناه الدقيق فى الغالب فى عناوين الأفلام وموضوعاتها. فللقاضى غنى عبد الحليم حافظ قاضى البلاج، وغنى كاظم الساهر ” كن منصفا سيدى القاضى “، وهناك فيلم “قاضى الغرام”. وعن الشكوى غنى عبد الوهاب “كان أجمل يوم، يوم ما شكالى”، وغنت فاطمة عيد ” ها شكيك للجاضى يا اللى شاغلنى”، وغنى كاظم الساهر “أشكيك لمين والخصم أنت والحكم”. وعن الأحكام هناك أفلام: الجلسة سرية، والحكم آخر الجلسة، وحكمت المحكمة، والقلب له أحكام. وعن القانون، هناك أفلام: قانون إيكا، والقانون لايعرف عائشة، وخارج على القانون. وعن الذنب، غنى عبد الحليم “إيه ذنبى إيه”، وأخرج سعيد مرزوق “المذنبون”. وعن الصفح والغفران، غنى محمد قنديل ” سماح يا اهل السماح”، وغنى عبد الحليم “توبة”. وعن الإعدام، هناك أفلام: إعدام طالب ثانوى، وإعدام ميت. وعن الظلم، غنى عبد الحليم “ظلموه”، وغنت أم كلثوم “يا ظالمنى”، ومثلت فاتن حمامة “لك يوم يا ظالم”، ومثل نور الشريف “الظالم والمظلوم”. والغريب أن الأعمال التى تناولت الظلم تفوق بمراحل تلك التى تناولت العدل، وربما يرجع السبب إلى أن الظلم فى الواقع أكثر من العدل، وربما لأن الظلم متفق عليه بينما هناك اختلاف حول مفهوم العدل، وهو ما عبر عنه مسلسل يحيا الفخرانى الناجح “للعدالة وجوه كثيرة” !!

