د. ماهر عبد المحسن

سؤال يحرص كل زملكاوي على الإجابة عنه، في محاولة لتبرير تمسكه المستمر بناديه رغم إخفاقاته المتكررة، خاصة أن للزمالك فصول بايخة ولوغاريتمات عجيبة حفظها الزملكاوية أنفسهم عن ظهر قلب أكثر من أي جمهور آخر منافس، وأصبحوا يعملون لهذه الفصول وتلك اللوغاريتمات ألف حساب. من ذلك، ما عُرف عن الزمالك من أنه دائما ما ينكد على جمهوره في الأعياد، وأنه يخسر في معظم الأحيان بعد الفوز، ويفرط فى البطولات فى اللحظات الأخيرة، ويحافظ على المركز الثاني وهو الأحق غالبا بالمركز الأول، ولا يجمع بين بطولتين إلا قليلا، ولا يفوز بنفس البطولة عامين متتالين إلا نادرا. كما أنه كثيرا ما يقع ضحية لعنتريات النادي الأهلي، منافسه العتيد، كأن ينهزم بكامل نجومه في عصرهم الذهبي أمام ناشئي الأهلي أو يخسرون البطولة بانهيار تام بعد أن كان الفارق بينهم وبين الأهلي 13 نقطة، أو يخسرون 6/1 في مباراة تاريخية أحرز فيها لاعب واحد (خالد بيبو) أربعة أهداف في واقعة غير مسبوقة. هذا ويشهد تاريخ الناديين بصيام الزمالك عن الفوز على الأهلي لسنوات عجاف طويلة، وصلت إلى عشر في عهد المدرب المجرى هيديكوتى، ولأكثر من ذلك في عهد البرتغالي جوزيه، حتى بات فوز الزمالك، على غير المفروض، حدثا كونيا تتناقله مخلوقات الفضاء الخارجي!
فما هو سر تمسك الزملكاوية بناديهم رغم كل هذه الإخفاقات؟
يبرر العديد من الزملكاوية تفانيهم في حبهم لنادى الزمالك بمجموعة من الأسباب المنطقية والواقعية والعاطفية في ذات الوقت على النحو التالي:
يرى البعض أن سر عظمة نادى الزمالك وتميزه إنما يكمن في أنه يهتم بالأداء أكثر من الفوز وإحراز البطولات على نحو ما يفعل النادي الأهلي، ومن هنا أتى وصف فريق الزمالك ب”مدرسة اللعب والفن والهندسة”. ويرى البعض الآخر أن نادى الزمالك هو نادى الخاصة، أي الذين يملكون ذائقة رفيعة من أمثال العالم أحمد زويل والأديب نجيب محفوظ الحاصلين على جائزة نوبل والمعروف عنهما انتماؤهما لنادى الزمالك، وذلك بعكس النادي الأهلي الذى يشجعه العامة من السوقة والدهماء، حتى أن بعض الزملكاوية شبّه الأهلي بأم كلثوم التي يسمعها كل الناس وشبّه الزمالك بفيروز التي لا يسمعها إلا من امتلك أذنا موسيقية ذات تكوين خاص. هذا، ويرى فريق ثالث أن الزمالك هو نادى القيم والمبادئ، وهو بهذا المعنى لا يفوز إلا عن جدارة واستحقاق لا عن طريق الكوسة وتدليس الحكام مثلما يفعل الأهلي. هذه بعض الأسباب التي يبرر بها الزملكاوية حبهم وتمسكهم الأبدي بناديهم العريق، لكنى على المستوى الشخصي أجد للمسألة بعدا آخر، سوف أفصل الحديث عنه في مقال قادم بعنوان ” لماذا أنا اهلاوي”.
مع أطيب التمنيات للجميع بالنجاح والتوفيق.


أضف تعليق