د. ماهر عبد المحسن

يُشاع أن المرأة تميل إلى الاحضان بينما يميل الرجل إلى القبلات. ويفسر البعض هذه الظاهرة بأن الرجل شهواني بطبعة يتصرف بغريزته، في حين أن المرأة عاطفية تتصرف بدافع قلبي ووجداني. ورغم وجاهة هذا التفسير، إلا أن للسينما رأيا آخر.
ففي السينما العالمية تكثر المشاهد التي يضحى فيها الرجل بحياته من أجل محبوبته، وليس العكس. ففي الفيلم الاسطورة “تيتانيك” يضع جاك (ليوناردو دي كابريو) محبوبته على لوح خشبي بعد غرق السفينة، ويظل عالقا بسطح المياه الباردة حتى يموت متجمدا بينما تعيش هي وتواصل حياتها بعد ذلك. وفى فيلم “بودى جارد” يتلقى كيفن كوستنر (الحارس الخاص) الرصاصة بدلا من محبوبته المغنية السمراء “ويتني هيوستن “معرضا حياته للموت من أجل أن تعيش هي لفنها وجمهورها. وحدث نفس الشيء في النسخة الصينية من الفيلم عندما تلقى نجم الأكشن الصيني “جيت لي” حفنة من الرصاصات في صدره بدلا من محبوبته. كما حدث أيضا في واحد من أفلام آكلي لحوم البشر، عندما تحولت المدينة كلها، في مشهد خرافي، إلى زومبي عن طريق العدوى، وقامت السلطات بمحاولة إنقاذ القلة الباقية قبل تدمير المدينة. ويخوض البطل صراعا ضاريا حتى يستطيع أن ينقذ محبوبته ويضعها في المركب المتجه إلى العاصمة الآمنة، بينما يلوح لها بإشارة الوداع تسأله لماذا لا يأتي معها، فيجيبها بأنه لن يستطيع لأنه قد أصيب بالعدوى وأصبح واحدا من الزومبي .. تبكى الحبيبة وهى تودعه من فوق مركب الأمان بينما يلوح لها بيده مبتسما، عائدا إلى مصيره الدامي.
يحدث هذا في السينما العالمية، أما في السينما المصرية فالمرأة هي التي تقوم بالتضحية دائما، غير أن الملاحظ أن تضحية المرأة لا تكون من أجل الحبيب، وإنما تكون بسبب المرض أو الظلم الاجتماعي، وهو الأمر الذى يجعل منها ضحية أكثر من كونها مضحية.
فبسبب المرض ماتت فريدة (بوسي) فى أحضان حبيبها ابراهيم (نور الشريف) في فيلم “حبيبى دائما “. وماتت نجلاء فتحي في حجرة ضيقة وسط أولادها الصغار فى مشهد مؤثر في فيلم “الجراج”. وماتت فاتن حمامة وعيناها معلقتان بحبيبها من خلف نافذة المستشفى في فيلم “أيامنا الحلوة”.
وبسبب الظلم الاجتماعي انتحرت نفيسة (سناء جميل) بإلقاء نفسها في النهر في واحدة من روائع صلاح أبي سيف “بداية ونهاية”، وتحولت “نعمة” إلى أسطورة شعبية بعد ملحمة جنائز يه أليمة أبدع في تصويرها المخرج الكبير هنري بركات في فيلم “الحرام”.


أضف تعليق